الجالية المسلمة في الغرب
تتكرر العمليات الإرهابية والفاعل واحد، ليس داعش أو القاعدة، بل الفكر الذي يقف ورائها، والذي يمكن تتبعه جذوره في ثوابت ومنطلقات الدين الإسلامي، وليس تطرف أو تصور مشوه كما يروج البعض عن حسن أو سوء نية.
إن العمل الإرهابي الذي حدث اليوم في بلجيكا ليس إلا نتيجة حتمية وطبيعية لطريقة تعامل الأنظمة مع الإسلام كدين بصورة سطحية وأمنية بحثه، وتجاهلها الغريب للجالية المسلمة (تحديداً الشمال إفريقية) والتي تنتج الإرهابيين بعشرات الالاف، وهؤلاء فقط من يتحركون، ناهيك عن الذين يؤمنون بهذا الفكر ويشكلون مصدر متجدد لهؤلاء وحاضنة إجتماعية لهم.
يجب الإعتراف بأن الجالية الشمال إفريقية اليوم هي المصدر الأول للإرهاب في اوروبا، وهذه الجالية قد تم إختراقها عن طريق منابر المساجد والجمعيات المسلمة والتي تسيطر عليها الجماعات السلفية والإخوانية، والتي تقنع الشباب بالأفكار الإرهابية بكل سهولة إعتماداً على تفاسير القرأن والسنة وأقوال الشيوخ من ابن تيمية وابن قيم وغيرهم.
إن الجمعيات والأحزاب المتواجدة اليوم في شمال إفريكا وممثليها في اوروبا ليست إلا خلفية لهذا الفكر، بل وكل الحكومات تؤمن بصورة مباشرة أو غير مباشرة بتصورات وثوابت الفكر الإسلامي الإمبريالي المبني على إقصاء وكره الأخر.
على المجتمعات الأوروبية أن تملك فهم حقيقي للإسلام بعيداً عن خطابات الليبراليين الفارغة و ما يسمى بالمسلمين المعتدلين، فالعلاج الحقيقي لا يكمن في التعامل الأمني، بل في إعادة قراءة الخطاب الإسلامي والإعتراف بالخطر الحقيقي الذي يهدد العالم المتحضر اليوم.
إن الجهاد فرض عين في الإسلام، وليس قضية تقبل الإجتهاد والتغيير، وهذا ينطبق على الكثير من المعتقدات الإسلامية التي تعتبر جزء أساسي من هذا الدين، فالجهاد للإعلاء “كلمة الحق” ليس فقط في وقت الحرب ولا يرتبط بدار حرب وعهد وسلام، لأن الأرض لله يرثها لعباده الصالحين والذين هم بطبيعة الحال المسلمين (السنة او شيعة) فضرورة تطبيق النظام الإسلام على كل دول العالم هو وعد الله لمسلمين.
الإسلام ليس معتقد شخصي بين الفرد وما يؤمن به، بل هو نظام حياة متكامل، يشمل الثقافة والهوية وغيرها، ويتم تجسيده فيما يسمى بالشريعة، وهي قانون يعتبره المسلمون قانون إلهي فوق كل الدساتير والقوانين الإنسانية.
ويجب أن يحكم كل المعمورة اي كوكب الأرض، ونشر الإسلام وحكم الله لا يقبل التأويل والسفسطة، فعلى كل مسلم أن ينشر رسالة محمد حتى يتم إنقاد البشرية من جهنم، وعليه فالإسلام لا يؤمن بالتعددية، فكل من هو ليس مسلم يعتبر كافر ومشرك، اي كافر برسالة محمد ومشرك بالله ويعتبر من أهل الذمة وهم فئة لا تملك اي إمتيازات بل وتفرض عليها الكثير من القيود والشروط العنصرية يطول شرحها ولكن عالعموم تعتبر جزء من الفكر الإسلامي ومتفق عليها.
الإسلام يتجاوز الحدود القومية والسياسية، ويمكن إعتباره قومية مقدسة أو رابطة تربط المسلمين، فالمسلم البلجيكي يملك اخ واحد وهو المسلم سواء كان بلجيكي او سعودي، ولا ولاء للدولة، وهو مايسمى بالولاء والبراء، اي أن المسلم يولي المسلم وما له للكفار (بقية العالم) إلا التقية، وهي إظهار عكس ما يبطن الإنسان حتى يحقق أهدافه.
الإسلام هو دين الحق والذي لا يُقبل غيره، وكل هذه الحياة “الفانية” ليست إلا إختبار، فالحياة بذاتها لا تملك اي قيمة في الفكر الإسلامي، والحياة الحقيقية تبدأ بعد الممات.
كل هذه الأمثلة وغيرها تبين بما لا يقبل الشك أن الإسلام ايدولوجيا خطيرة على كل المجتمعات، فهذا الدين يرفض الإختلاف والتعددية وحقوق الإنسان وحريتها وعلى الأنظمة الحاكمة والأحزاب والمجتمع المدني داخل الإتحاد الأوروبي أن يفهموا هذه الحقيقة.
نحن كحركة تغيير شمال إفريكا نؤمن بأن التغيير يجب أن يكون حقيقي أو لا! وبأن مهمتنا تملك مكانة عظيمة في هذه المرحلة التاريخية من تاريخ شمال إفريكا والعالم، وعليه، فنحن نحمل رسالة للدفاع عن الإنسان والأرض مهما كلفنا الأمر، وندعوا العالم إلى الإعتراف بالمشاكل الحقيقية ومعالجة الأسباب وليس النظر للنتائج ودعم الأطراف التي تشاركها هذا القلق والتصور.
إن بيانات التنديد لا تغير من الواقع شيء، والعمل الحقيقي يبدأ بمحاربة التطرف داخل الجالية الشمال أفريقية، وهذه المهمة تحتاج من يفهم هذا الدين وعقلية هذه المجتمعات، فكما قلنا وكررنا: المعالجة الأمنية لا تمس العمق الأيدولوجي لهذه العمليات والجرائم، ويجب وضع اليد على المشكل الحقيقي قبل فوات الأوان.
حركة تغيير شمال أفريقيا
0 تعليق