الغابة يحكمها الخنزير
قال الحمار للدّيك يعظه : اعلم ايها الدّيك قبل ان تدخل الغابة ، ان الصّياح هناك ممنوع، و الجولان ممنوع والصراخ يستوجب ترخيص رسمي، و الذهاب للجبل ممنوع فسفحه بلا كلأ و قمّته مذبحه. ايّها الديك: من يحكم غابتنا، هم سكّان الاسطبل القديم، قطيع الثّغاء القديم، مهلّلو البطل القديم ومفترسوا العصر القديم قال الدّيك: ايّها الحمار ألم تكن أنت نفسك من سكّان الاسطبل القديم، ألم تكن أنت نفسك من جماعة الصمت القديم، والنوم القديم.
أجاب الحمار: أنا لم أسكن الاسطبل يوما، فقد أخرجوني منه من زمن، وسرقوا كلّ صفاتي وصاروا أكثر منّي استحمارا. ايّها الدّيك: انّ الاستحمار في غابتنا صفة لنيل المسؤوليّة، والصمت صفة للبقاء في المسؤوليّة و الّسكون صفة لتوريث المسؤوليّة. ايّها الدّيك: انّ الكلب في غابتنا لا ينبح على اللّصوص، لأنّ اللصّ يطعم الكلب قبل ان يسرق، وانّ الكلب لا يحرص الاّ على امعائه.
ايّها الدّيك: الموتى في غابتنا يعودون، و يصوّتون، يأمرون وينهون ويشاركون ويترشحون و يفوزون ويحكمون. ايّها الدّيك: الخنازير في غابتنا يعلّمون العيش في حظيرتهم للجميع بالآيات والقانون والدستور والعلاقات الخارجيّة، و بالنصح والارشاد و التخويف من الافكار الرجعيّة. ايّها الدّيك: الضّباع في
غابتنا لا تقتسم الغنيمة، ولا تطارد الفريسة، ولاتستعين بقصّاص، ولا تبحث عن القنّاص. و الذّئاب في غابتنا منفردة، و الثعالب تعطّرت، والثعابين غير سامّة، والبغال ولاّدة، والجرذان محترمة، والطّيور تسير و الفيل يطير.
ايّها الدّيك: القاضي في غابتنا عليم، وحكمه حكيم، قراره مستقلّ، والسجن هو الحلّ للصراخ و النّباح وكلّ صوت غير مباح. ايّها الدّيك: انّ حزب القرد وحزب التيس هما الغابة، ورغيفنا في فم القرد، ودعائنا في لحية التيس.
ايّها الدّيك: خنزيرنا انيق، لسانه بليغ، يحفظ الآيات الهادية للسّراط، أعاد لنا الحظيرة واصواتنا قصيرة.يشيد بالّرباعي وينسى رأس الرّاعي ايّها الدّيك: غابتنا يحكمها خنزير، اشتغل سفير، اشتغل وزير وأوّل وزير، فإن دخلت غابتنا فاحذر فقد منع قانون التطهير، وبالتصويت والرّباعي سنجد أنّ لقانون المصالحة ألف داعي.
ايّها الدّيك: في غابتنا احترس من الارهاب، من وشاية الكلاب، من الحديث عن العذاب، احترس من الدّجاج و من الارانب، ولا تخبرهم عن احتفاظك بصوتك لأنّ الصوت النافع يقتضي في غابتنا الدّخول للاسطبل.
ايّها الدّيك: سيطلب منك ان تنسى الماضي، وتنسى ما فعله القاضي وتنسى الرّصاص والقنّاص واللصوص والمحبوس وانكسار النّفوس وما فعله بنا السّوس، انسى الاعلام واترك الاوهام وانظر للامام. أجاب الدّيك: غابة دون أسود، ودون فهود ودون أحد يذود فأكيد ان خنزيركم سيحكم و يسود. اسمع ايّها الحمار سأخون الغابة و لن أعود أيّها الدّيك: اغمد صوتك فيك.
0 تعليق