الغزو العربي لشمال افريقيا
كان شعار الدولة الأموية عند سلبهم ونهبهم وسبيهم لبلادنا هو الإسلام أو الجزية أو الحرب. ولكن الحقيقة بأن مئات القبائل اعلنت إسلامها ورغم هذا كانت تدفع الجزية والتي كانت تطلب باللحم (النساء) وليس المال، بل وكان الخلفاء والأمراء يذبحون الالاف الشاة فقط لـِ “الفراء الأبيض” في الوقت الذي يموت الأمازيغ جوعاً.
عندما تقرأ أمهات كتب التاريخ العربية/الإسلامية تجدهم ينسون أو يتناسون سبب فتح/غزو شمال أفريقيا/تامازغا! فتراهم يمجدون إنهزام وتقتيل الأمازيغ على يد عقبة بن نافع وكأنها حرب بين طرفان متنازعان وليست فتوحات لنشر دين الله؟ ويذكرون بكل فخر تقتيله الشديد والذريع والعظيم والفاحش لهم
وافنائه للقرى والمدن وتهجير أهلها والتذكير بما سلبوا ونهبوا وتحديد عدد السبايا وموصفاتهن!
من جمال النهود والمؤخرات التي كانت تُرسل وفق طلب خليفة المسلمين بل وتحديد ثمنها حيث ذكر بأن ثمن الجارية الأمازيغية كان يبلغ في المشرق ألف دينار أو اكثر وهذا حسان بن نعمان يقدم إلي الخليفة خمسة وثلاثون الف رأس وموسى بن نصير يقدم ستون الف رأس! وعدد الأسرى وقتلهم غيلة على يد من يوصفون بالصحابة () وكيفية دخولهم للمدن عنوة وتخميس الأمازيغ (تحويلهم إلى عبيد).
واشتراء القادة العرب بمال كما قام الأمير البيزنطي يليان بأرسال المال إلى عقبة بن نافع فلم يدخل طنجة، لا إسلام لا جزية لا حرب!! يذكر بأن عندما كان موسى بن نصير يجلس مع الجواري والغلمان وصله خبر غزو طارق بن زياد إلى اسبانيا! فغضب غضباً شديده خوفاً من تمكن طارق من الغنائم هناك، فذهب ورائه وعندما وصل إلى اسبانيا عزله عن الجيش ويقال بأنه صفعه، بل وتعذيب وقتل موسى بن نصير نفسه على يد الخليفة الجديد اتهاماً له بإخفاء الغنائم عنه!
هذا المختصر الذي يمكن استخلاصها من كل كتب التاريخ العربية/الإسلامية التي تصف الفتح الإسلامي وصفاً قبيحاً يناقض أهدافه السامية والتي لا تتجاوز كونها خرافات غبية (من قبيل حديث عقبة للحيوانات في الغابة وهروبها منه). الأغلبية تعترف بذلك اليوم واصفة الدولة الأموية بأنها دولة عربية قبلية ولا تمثل الإسلام ولكنهم يتناسون بأنه لولا الدولة الأموية لما تم غزو وإستيطان شمال إفريقيا! ولما انتشر الإسلام في المنطقة؟ وعليه فإن مانعيشه اليوم من تعرب للمنطقة لغوياً وسياسياً وفكرياً يرجع في الأساس إلى غطرسة وجشع الدولة الأموية الباطلة وليس لسماحة وعظمته
عندما خرّب حسان بن نعمان قرطاجنة في حروبه ضد الأمازيغ وانتصاره قرر اعادة بنائها على يد الأسرى فقال لجنوده “ليكون ذلك جارياً عليهم إلى أخر الدهر” اي على الأفارقة.
بقلم : مهند بنّانة
اقرأ ايضًا : 02 – الحلف الشرقي و الحلف الغربي
0 تعليق