هل يمكننا غربلة التاريخ الأمازيغي؟
إن الأمازيغ الذين اعتنقوا الإسلام واعتمدوا اللغة العربية لغة لهم لا يمكننا بأي حال تحليل واقعهم في ذلك الزمن أو تفسيره وفقاً لـِ منطق هذا العصر وعقلياته، لا يمكننا بطبيعة الحال إتهامهم بالخيانة أو التبعية فالظرف التاريخي لا يمكن تجزئته ومعالجته معالجة سليمة او حيادية! حيث لا يجب رفض يوغرتن والقبول بـِ طارق بن زياد والعكس صحيح.
لا يجب تقسيم التاريخ الأمازيغي إلى مرحلة ماقبل الإسلام ومرحلة مابعده فالتاريخ صندوق واحد يجمع كل مأسيه وخسائره وإنتصارته، كل شخصياته الوطنية والعروبية والإسلامية، فتاريخ العروبة فوق تامزغا هو جزء من التاريخ الفكري لشعبنا بكل نزواته وشطحاته ومراجعاته، إن الظرفية اللغوية
والقطيعة الجغرافية والتاريخية التي نعيشها هي مرحلة حرجة مرت بها الكثير من الشعوب وتجاوزتها بالفكر والتوعية.فالحكم العروبي الإمبريالي لشمال إفريقيا مرحلة تاريخية يجب الإعتراف والقبول بها والتصرف وفقاً لمعطياتها، بالتأكيد لا يمكننا التخلي عن أحلامنا و أهدافنا الوطنية الخالدة خلود هذه الأرض بنضالات ذات الطابع الإنساني الحديث، وإعادة قراءة افكارنا حتى لا نسقط في فشل التجربة العروبية الدخيلة.
وفقاً للكثير من الإشارات ستصبح الساحة الفكرية والثقافية خالية في الجانب الهويتي عندما يسقط المشروع العروبي بصورة كاملة ونهائية إبتداء من موراكوش مروراً بالدزاير وتونس إنتهاءاً عند ليبيا، حينها سيكون الكثير من العمل والجهد لتحديد معالم المرحلة القادمة ونقلها من الأمازيغفون إلى الأمازيغ عربفون.يجب زعزعة مكانة اللغة العربية عند هؤلاء والقيام بعملية فصل تواجدها عن التواجد الإسلامي، سيظهر صراع بين بعض الإسلاميين العروبيون والوطنيين لكنه صراع مرحلي سيتم إحتوائه.
يردد الكثير قصة التابوهات العربية وربط الأمازيغ بها! الكثير من الأمازيغ يعيشون في وضع الدفاع الأبدي، كلنا خونة وعملاء صهاينة حتى نتخلى عن أفكارنا وطموحاتنا , يهددون الأمازيغ بـِ الله وهذا الشعب المسكين ينحني ويكرر خطابات تجديد الولاء!يجب كسر هذا الوضع المريب وإنتقال الأمازيغ من وضعية الدفاع إلى وضعية المبادرة والهجوم على معاقل الجهل والتخلف وتحريرها بالفكر والنقد.
بقلم : مهند بنّانة
اقرأ ايضًا : 03 – متلازمة المغرب العربي
0 تعليق