متلازمة المغرب العربي
“المغلوب مولع ابدا بالاقتداء بالغالب” إبن خلدون
تعود سبب التسمية لحادثه حصلت عام 1045 عندما جاءت مجموعة من المجرمين إلى شمال إفريقيا بأوامر الخليفة الفاطمي، رغبة في الإنتقام من بن باديس، وكان المقابل ربع دينار وبعير! بعد قرون من المقاومة المادية مع ترك أبواب عقولهم مشرعة لكل خرافة مشرقية، قاموا بإحتجاز الأمازيغ كرهائن، و عند محاولة إنقاذهم قاموا بمحاربة أبنائهم الذين يريدون مساعدتهم و رفضوا أن يتركوا إرث خاطفيهم.
بعد تحررهم جسدياً و رغم ما عانوه من تعذيب وإغتصاب وقتل و تجويع و سرقة إلا أنهم يدافعون عن الخاطفين ومبادئهم. متلازمة المغرب العربي ظاهرة نفسية يعاني منها العربفونيون و جزء من المازيغفونين، و يصاب بهذا الاضطراب من تعرضوا للاضطهاد الاقتصادي والاجتماعي و المعتقالات الإعلامية والتعليمية. تجد الكثيرين ممن تخرجوا من الجامعات ممن تم تعريضهم للتعذيب “الوطني” يخرجون منها يدافعون عمن اضطهدهم. تكثر هذه المتلازمة بين الزعماء السياسين و رجال الدين وما يسمى بالمثقفين.
تتشكل الظاهرة أتناء عملية الإختطاف أو الإحتلال حيث يشعر المغلوب بالرعب الشديد من “الفاتحين” فتتطور لديه حيله غير واعية تسمى Identification with the aggressor (التماثل مع المعتدي) أن يحب و يتمسح بمن جاء ليحرق القرى و يسبي النساء و يقتل الرجال.
اي عمل يقول به الغالب يزيد من حب المغلوب له، قد يكون هذا أن المُختطف لم يقتله! اي محاولة لإنقاذ المغلوب ستكون تهديد لوجوده أو هويته الوهمية المصطنعة التي ابتكرها تحت الإغتصاب والإنهزام.
يقاوم المصاب بمتلازمة المرب العربي العلاج بل يساعد من سلب أرضه و ذاته حتى لا يعترف بذلك الحدث الذي يعمل وعيه على إخفاءه من الذاكرة. بعد أن يبتعد المريض عن الخاطف (عبر الزمان أو المكان) يمر المولى بحالة نفسية تدعى “الإنكار” لكل ما فعله المجرمون (الفاتحين) ويعتبره حلم أو أكذوبة، وهذا يجعله يستمر في الإعجاب بالخاطف ويبدأ يتطور عنده إعتقاد بأنه هو والخاطف شخص واحد!
حالة التماهي تنهي الحدود بين المجرم والضيحة ويبدأ محاولة تقليده بل تقمص هوية وشخصية الخاطف أكثر من الخاطف نفسه. هناك عوارض أخرى مثل أن يلقي اللوم إما على نفسه أو على من يحاول إنقاذه! وهذا ماا يسمى “ذنب الضحية” حيث يلوم نفسه عن الجرائم التي ارتكبت في حقه. إعتقاد المريض بأن الخاطف غير قابل للهزيمة و مدعوم بقوى ميتافيزيقية (وراء الطبيعة) تجعل المولى يعشق و يتعلق أكثر خوفاً من عقاب مجهول يجعله يرفض التفكير في خيارات أخرى.
بـِ قلم مهند بنّانة
اقرأ ايضًا : 04 – نحن امازيغ مش عرب
0 تعليق